لم يكن يتخيل ذلك الطفل الصغير , العنيد ذو الجسد النحيل , الأعسر ذو القدم اليسرى المميزة , الذي يلعب في شوارع مدينه بلبيس انه سيكون المنقذ الأسطوري واللاعب الذي سيهتف له 120000 زملكاوى يوماً ما في استاد القاهرة..! انه .. معشوق الجماهير محمد صبري.
محمد صبري إسماعيل.
من مواليد : 27/4/1976.
متزوج من السيدة : شيرين يوسف.
يعتز بلقب أبو البنات لديه ابنتان أكبرهم دينا.
بدايته كانت في حب الزمالك قبل أن يكون لاعباً مميزا بين صفوفه , مشجع زملكاوى متعصب قبل أن يكون لاعب سابق في نادى الزمالك , يهيم حباً في الزمالك و يعشقه إلى درجه الجنون .
لم يكن يتخيل اى زملكاوى في لقاء القمة في أكتوبر 1994 أن هناك شاب صغير يدعى محمد صبري سيكون اليوم هو شهادة ميلاده الحقيقية في ملاعب كرة القدم المصرية.
المباراة كانت معقدة والمصريين كانوا شديدو الضيق بسبب الخروج المخزي من أمم أفريقيا تونس من الدور الأول والجوهري يدير الزمالك فنياً من خارج الخطوط , يحرز النيجيري ايمانويل امونيكى الهدف الأول لنادى الزمالك ويحاول الاهلى التعويض .. ولما لا فدفاعه صلب وحارس مرماه احمد شوبير أفضل حارس في أمم أفريقيا 94 رغم الخروج من دور الثمانية على يد مالي.
يدفع الجوهري بلاعب شاب صغير بدلاً من خالد الغندور يمر الشاب الصغير من أكثر من لاعب ويسدد صاروخا على يسار احمد شوبير وتشتعل المدرجات البيضاء! يصاب الشاب الصغير بشد في العضلة الخلفية ليخرج محمولا و يشير له الكابتن الجوهري بضرورة التغيير , يصرخ الشاب ويبكى ويجرى سريعاً إلى الملعب رغم إصابته رافضاً الخروج ..!
ومن وقتها وقد اقتحم كل القلوب الزمالكاويه لتكون هذه المباراة هي شهادة ميلاد اللاعب الكبير محمد صبري لينضم إلى المنتخب الاوليمبي المصري على يد كرول ويلعب بدورة الألعاب بزمبابوي لتفوز مصر بالذهبية ويتألق صبري تألقاً ملحوظا فتطلب إدارة فينورد نوتردام الهولندي التعاقد معه , ولكن وعلي غير المتوقع يرفض اللاعب بشدة !
يتعامل مع الأمر كزمالكاوى متعصب وليس بعقليه لاعب محترف , احتضنه الكبار فصار تلميذاً لتيجانا الزمالك إسماعيل يوسف ليتألق سريعاً ويظهر في الأفق نجماً كبيراً في سماء الكره المصرية.
وتأتى فترة التألق لنادى الزمالك وفريق الأحلام.. أحمد الكأس ومنصور , قاسى سعيد وعفت نصار , إسماعيل يوسف وحازم إمام ونادر السيد , ورغم كل هؤلاء كان صبري يخطف الأضواء من الجميع حتى أتى لقاء القمة سنه 97.
حكم اللقاء قدري عبد العظيم في مهزلة تحكيميه كبرى _ كالعادة _وينتهي الأمر بمشكله كبيرة وانسحاب الزمالك ويوقف صبري عاماً كاملاً ليعانى فيهم الكثير والكثير ويعود بعدها مع الالمانى فيرنر ليفوز الزمالك ببطولة أفريقيا بعد مباراة صعبه مع شوتنج ستارز النيجيري بضربات الترجيح .
وتحدث المذبحة لنجوم الفريق , اعتزالات بالجملة ويرحل الجميع من كبار اللاعبين ويتبقى صبري يعود بعدها الزمالك تحت قيادة الهولندي كرول ويعود معه صبري , يحمل شارة الكابتن على ذراعه الأيسر , يتألق ويتألق ويفوز الزمالك بالافرو اسيوى على فارمرز بانك بطل تايلاند في إستاد القاهرة عام 1999 بهدف بدون مقابل وبالطبع يحرز الهدف معشوق الجماهير البيضاء محمد صبري وتنفجر المدرجات الزمالكاويه بصوت واحد لمائة وعشرون ألف متفرج ( صبرررررررى.. صبرررررررى ) ويتجه إليهم محمد صبري ويقبل القميص الخاص بنادي الزمالك ويبكى ذلك الشاب .
تقترب مباراة الاهلى والعيون كلها معلقه على نجم واحد , صبري المنقذ الأسطوري للزمالك , تبدأ المباراة و يحرز العميد حسام حسن الهدف الأول للاهلى ويحصل الزمالك على خطأ من خارج منطقه الجزاء ومن مسافة خمس وثلاثون ياردة , يسدد محمد صبري صاروخاً على يسار عصام الحضري , ولم يراها عصام الحضري إلا وهى تسكن الشباك , ولكن يضيف إبراهيم حسن الهدف الثاني ويفور الاهلى ويبكى صبري وتبكى معه كل القلوب والعيون الزمالكاويه.
أما مباراة الزمالك و الاهلى سنه 2000 انتهت قبل أن تبدأ بعد قيام مارك باتا الحكم الفرنسي بإشهار البطاقة الحمراء في وجه لاعب وسط الزمالك ايمن عبد العزيز ليشير فاروق جعفر للاعبي فريقه بالانسحاب ويصرخ صبري في الحكم و في وجه الجميع ويتم إيقافه لمده عام آخر!
و لأنه موقوف محليا يحصل على عقد احتراف في نادى أوروا السويسري و يتجه إلى هناك ولكن تأتيه مكالمة تليفونيه من كمال درويش رئيس النادي بأن يتجه إلى الكويت ليلعب لنادى كاظمه الكويتي بدون مقابل..!
في هذا الوقت يتولى تدريب الزمالك المدرب القدير محمود أبو رجيله ويهزم من النجم الساحلي بهدفين مقابل لاشى , وتصبح فرصه الزمالك في التأهل إلى الدور قبل النهائي ضعيفة للغاية فالفريق يلزمه الفوز بثلاثة أهداف بلا مقابل أمام فريق مثل النجم الرياضي الساحلي بما يملكه من نجوم أمثال عماد المهذبى وطارق ثابت وزياد الجزيرى , وبالمصادفة يتصفح أبو رجيله إحدى الصحف ليفاجأ بخبر انتقال صبري إلى كاظمه الكويتي و يقوم بالاتصال ببعض أعضاء اتحاد الكرة ليعرف أن صبري موقوف محليا فقط ومن حقه المشاركة إفريقيا , فيستدعيه ويأتي إلى القاهرة , ولكن كيف يلعب وهو لم يلمس الكرة منذ أكثر من ثلاثة اشهر؟!؟!
تبدأ المباراة ويحرز النجم الهدف الأول لعماد المهذبى وينتهي الشوط الأول و تبدأ جماهير الزمالك بالنداء على منقذها ولاعبها الفذ ( صبرررررررى.. صبررررررررررررى ) ويبدأ الشوط الثاني و جماهير الزمالك لا تزال تهتف ( صبرررررررررررررررررى.. صبرررررررررررررى ) , حتى اتجه أكرم عبد المجيد لاعب الزمالك السابق إلى أبو رجيله يستعطفه بأن يلعب محمد صبري حتى ولو كان على حسابه , وينزل صبري إلى المباراة ويساعد الزمالك في إحراز ثلاثة أهداف ويحرز منهم هدفا ولكن لم يكن الوقت كافيا فتنتهي المباراة وتدمع عيون صبري وتبكى معه جماهير الزمالك, ويقرر البقاء بجوار جماهير الزمالك كمشجعا مادام موقوفا ويرفض العودة للكويت ويستكمل مدة إيقافه بين صفوف الجماهير.
ولن ينسى أبدا جمهور الزمالك يوم فوز الزمالك علي الأهلي بهدفين لبشير التابعي وكوليبالى.
محمد صبري في الاستاد , وبالتحديد في مدرجات الدرجة الثالثة مثل اى مشجع زمالكاوى , يصرخ ( زمالك.. زمالك ) و يفوز الزمالك و يطوف بسيارته في شوارع القاهرة, يقف أمام النادي ويصعد فوق سقف سيارته حاملا علم الزمالك ويحتفل ايل الصباح مع الجماهير البيضاء.
يعود صبري للعب وتعود المشكلات والتربصات من بعض أعضاء مجلس الإدارة ومع ذلك يحاول ويحاول ولكن يتم الاستغناء عنه لأنه بعيدا عن المشاركات فينضم للاتحاد السكندري وفى أول مباراة للزمالك في الدوري يشاهدها تليفزيونيا يبكى اللاعب , انه لا يتصور نفسه يلعب لفريق غير الزمالك ويقرر الرحيل عن مصر كلها فينتقل إلى صفوف رأس الخيمة الاماراتى ولكنه لم يستطع التأقلم مع الغربة ليترك الكرة نهائيا ويتخذ أصعب قرار في حياة لاعب كرة القدم وينوي الاعتزال والعودة إلي مصر.. بجوار الزمالك!
وعن حياته الشخصية الآن .. محمد صبري موجود حاليا في نادي الزمالك وحصل على دوره تدريبيه من جامعه الدول العربية للدخول بمجال التدريب في نادي الزمالك, أما عن طموحات محمد صبري فقد ذكر انه يتمنى أن يكون مدرب جيد في الفترة القادمة ليكون تحت أمر نادي الزمالك في أي منصب وأضاف أن من لحظات محمد صبري التاريخية التي يتمناها هي حصول النادي على بطولة للموسم الحالي .
كثرت المشكلات وأشياء كثيرة بعيده عن مجال الكرة جعلتنا نخسر نجما كبير كان في الامكان أن يكون احد العلامات المميزة في بطولات الزمالك الحالية حتى الآن ورغم ذلك فالنجم الكبير سجله حافل بالذكريات الجميلة التي أدخلت السعادة إلي قلوبنا كثيرا , متمنيين أن يكون صبري مثالا لكل لاعب في الجيل الحالي .